كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها كلية لندن الجامعية ونشرت في دورية Nature Human Behaviour عن علاقة وثيقة بين الصحة النفسية واستهلاك المحتوى السلبي عبر الإنترنت. فقد أظهرت الدراسة أن الأفراد الذين يعانون من تدهور في صحتهم النفسية يميلون بشكل أكبر إلى تصفح محتوى يحمل طابعًا سلبيًا، مما يؤدي إلى تفاقم حالتهم المزاجية وتدهور صحتهم النفسية بشكل عام.
وأكدت الدراسة أن العلاقة بين الصحة النفسية والتصفح الإلكتروني هي علاقة متبادلة، حيث يؤثر كل منهما على الآخر بشكل مباشر. فالأشخاص الذين يعانون من مزاج سيء يميلون إلى البحث عن محتوى سلبي، وهذا بدوره يزيد من شعورهم بالسوء ويجعلهم يدخلون في دوامة من السلبية يصعب الخروج منها.
آلية عمل الذكاء الاصطناعي في الكشف عن المحتوى السلبي
استخدم الباحثون في الدراسة تقنيات متقدمة في معالجة اللغة الطبيعية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل النبرة العاطفية للمحتوى الذي يتعرض له المشاركون. وقد تمكنوا من رصد التأثير السلبي للمحتوى على الحالة المزاجية للمشاركين بدقة عالية.
حلول مبتكرة لمواجهة التحدي
وفي خطوة مبتكرة، قام الباحثون بتطوير أداة جديدة تتيح للمستخدمين تصنيف المحتوى الذي يبحثون عنه عبر الإنترنت، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا بشأن ما يستهلكونه. وتشبه هذه الأداة الملصقات الغذائية التي توفر معلومات حول القيمة الغذائية للأطعمة، حيث توفر معلومات حول التأثير العاطفي للمحتوى.
أظهرت التجارب الأولية للأداة الجديدة نتائج واعدة، حيث تبين أن المستخدمين الذين استخدموا الأداة أصبحوا أكثر ميلاً لاختيار المحتوى الإيجابي، مما أدى إلى تحسين حالتهم المزاجية بشكل ملحوظ.
أكدت البروفسورة تالي شروت، الباحثة الرئيسية للدراسة، على أهمية هذه النتائج في تسليط الضوء على الآثار السلبية للتصفح السلبي على الصحة النفسية. وحثت على ضرورة توعية الأفراد بأهمية اختيار المحتوى الإيجابي والابتعاد عن المحتوى السلبي الذي يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.
تؤكد هذه الدراسة على أهمية الوعي بالآثار السلبية للتصفح السلبي على الصحة النفسية، وتقدم حلولًا مبتكرة لمواجهة هذا التحدي. فمن خلال اختيار المحتوى الإيجابي والواعي، يمكننا حماية صحتنا النفسية والعقلية وتحسين جودة حياتنا.